.يقدم المؤلف من خلال أسلوب يمزج الفنون والعلوم والآداب بالواقع والخبرة الشخصية طرحاً فريداً حول المعرفة - لا سيما المعرفة الدينية - حيث يرد الاعتبار لما هو انساني في عملية المعرفة ، حيث المرجعية هي الانسان وخبرته وممارساته اليومية، فهو يرى أن الصداقة هي طريق المعرفة ، فمعرفة الواقع والآخر غير ممكنة ما لم يكن من لحم ودم ، ما لم يكن حياً ، فالصداقة تحررنا من التصورات المسبقة عن الآخر وتنقله من عالم المجرد الى الواقع " فبقدر ما يكون المرء انسانياً يكون قادر على الوصول الى يقين حول الآخر " و" أنا أصبح أكثر أهلية لتكوين يقين عنك بقدر ما أكون متنبهاً لحياتك أي أن أقاسمك حياتك ".
ولا شك أننا في اللحظة الراهنة في أمس الحاجة الى طرح كهذا ، طرح يعيد الاعتبار الى الواقع الذي دفن تحت ركام هائل من الصور الزائفة فنحن لم نعد نتعاط مع الآخرين وانما مع صور الآخرين ، لذلك فالواقعية عنده هي التحرر من هذه الصور المسبقة عن الآخر

[Original title: Il senso religioso]